ما عنده بما عندكم حتى تهتدي لها القلوب (١). ومن فوائد الكافور طبعه البارد ، وتسكينه للعطش ، وحين يمتزج بشراب يكون أنفع للجسم. وقوله «من كأس» كناية عمّا في الكأس من الشراب.
[٦] (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)
لما ذا استخدمت هنا كلمة «بها» أوليس الإنسان يشرب من العين وليس بالعين؟ قالوا : إنّ الكلمة قد أشربت معنى الارتواء أي يشربون منها ويرتوون بها .. أمّا عن هذه العين فقد جاء عن الإمام الصادق (ع) : قال : «هي عين في دار النبيّ (ص) تفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين» (٢).
(يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً)
فمتى ما أرادوا توجهوا تلقاء العين التي لا تزال مختومة ففجّروها ـ بإذن الله ـ وشربوا من باكورة رفدها الطاهر ما شاؤوا.
وفي تفسير القرطبي : إنّ الرجل منهم ليمشي في بويتاته ويصعد إلى قصوره ، وبيده قضيب يشير به إلى الماء فيجري معه حيثما دار في منازله على مستوى الأرض في غير أخدود (٣). وإلى مثل هذا الجزاء تتطلّع النفوس بصورة فطرية ، من هنا يوجّهنا القرآن إلى حقيقة هامة وهي أنّ ذلك النعيم لم يصل إليه الأبرار عبثا ومن دون سعي ، وإنّما لما جسّدوا في حياتهم من صفات الخير ، فإنّ ما عند الله لا ينال بالتمنّي والتظنّي بل بالسعي والاجتهاد.
__________________
(١) المصدر / ص ١٢٦.
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٧٧.
(٣) الجامع لأحكام القرآن / ص ١٢٦.