(إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً)
فتعليقه لمشيئة المخلوق على مشيئته لا يعني الجبر ، لأنّ ذلك يلغي دور الإنسان ومسئوليته ، كما ينفي حكمة الله حين خلقه وابتلاه ، فتعالى الله عمّا يصفون. ولكنّ إعطاءه المشيئة لهم لا يعني استطالتهم على ربهم واستقلالهم عنه ، فإنّ هذا من التفويض الباطل ، إنّما أعطاهم المشيئة وهو المدبّر المحيط بهم علما وقدرة.
(يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ)
ولكنّه حين علّق مشيئته بعلمه وحكمته فلن يدخل في رحمته من ليس أهلها إنما الذي سعى وعمل صالحا. وهذا ما يبرّر عدم ذكر النقيض للظالمين ، واقتصار القرآن على ذكرهم ، لأنّه لا يدخل رحمة الله إلّا من كان مؤمنا وطاهرا من دنس الضلال والظلم.
(وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)
جزاء لظلمهم ، كما أنّ النعيم والملك الكبير كان للأبرار جزاء وكان سعيهم مشكورا.