لأنّ بيده أسرهم وهو قادر على تبديلهم.
علما بأنّ كلمة المثل تدلّ على الشبيه ولكن بلحاظ مواصفاته وطبائعه ، والله العالم.
وحريّ بالإنسان الذي يأتي عليه الموت أن يفكّر فيما بعده من مستقبل ، ويستعدّ له ، باتباع الحق والصراط المستقيم الذي هو السبيل إلى رضوان الله ، الذي بيده الأمر والحكم وإليه المصير.
(إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ)
أي التي طرحتها الآية السابقة وكلّ آيات السورة. والموقف السليم منها أن يهتدي بها البشر إلى الإيمان بربه ، واتباع سبيله المتمثل في رسالته وأوليائه وحزبه.
(فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)
وتأكيد مشيئة الإنسان هنا هو تقرير لحرية الإختيار عنده ، ومسئوليته عن مصيره ، فالاختبار بيده يتبع أيّ سبيل شاء ، سبيل الشكر أو سبيل الكفر ، وله الغنم وعليه الغرم.
(وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)
لأنّ المخلوقين لا يمكنهم أن يملكوا إرادة ذاتية أبدا ، فهم حيث يشاءون فوسائل مشيئتهم من عقل وإرادة وجوارح كلّها من عند الله ، ولا تنشأ لمخلوق مشيئة بدون إذنه ، فيسلب البعض توفيق الهداية ويهبه لآخرين. ولكن ليس اعتباطا ، بل على أساس علمه بحال المخلوق وحكمته البالغة.