(فَكِيدُونِ)
وهذا ردّ على ما أجمعوا عليه وتوارثوه من الخبرة في الكيد ضد الحق (قيما وقيادة وحزبا) في الحياة الدنيا. وما عسى أن يبلغ كيد هذا الإنسان الضعيف والجاهل حتى يبارز ربّه عزّ وجلّ؟! ولكنّه يتكبّر ويأخذه الغرور فيلقي بنفسه في مهلكة المكايدة مع الله ، فالويل للمكذّبين ممّا يصيرون إليه نتيجة حربهم لله الملك الجبّار المتكبّر.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)
وهل ثمّة ويل أعظم من كيد الله العظيم بأحد؟! كلّا .. فهو حقّ بكلّ ما تتّسع له الكلمة من معنى. وهكذا يسفّه السياق القرآني الظنّ الذي يبعثهم نحو التكذيب وهو أنّهم قادرون على مقاومة جزاء أعمالهم بكيدهم وما يستخدمونه من خطط وأساليب. أمّا المتقون الذين آمنوا بالله ، وصدّقوا رسالاته ، واتبعوا رسله وأولياءه ، فمصيرهم إلى رضوانه وجزائه الحسن.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ)
وليس الظلال كالظل «ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ* لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ» بل هو ظلال رضوان الله الذي يلقى فيه المتقون غاية الأمن والسعادة ، حيث اللذة ببرد لطف الله ورحمته ، وحيث التمتّع بنعيم الجنة كالمناظر البديعة للعيون التي تستريح العين لرؤية مائها المتفجّر.
(وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ)
بكل ما تنطوي عليه كلمة الاشتهاء من معنى ، ففي الجنة يطلق الله بفضله