تفتح أبواب السماء فتنزل الملائكة بالجزاء. أمّا الجبال فتسيّر ثم تتلاشى كما السراب!
بينات من الآيات :
[١] يعرض البشر عادة عن التفكير الجدي في الحقائق الكبرى التي ترسم الخطوط العريضة في حياته ، لما ذا؟ هل لأنّها غامضة؟ كلّا .. بل لأنّ في نفسه نزوعا عنها ، أوليست معرفتها تحمّله مسئوليات كبيرة. إذا لما ذا يكلّف نفسه عناء ذلك؟ دعه يمرّ على آياتها غافلا عساه يتهرب من مسئولياتها. ولكن هل الإعراض عنها يغنيه شيئا؟ كلّا .. إنّه بالغها فمواقعها شاء أم أبى ، آمن أم عاند وكفر.
من تلك الحقائق يوم الفصل وميقاته ، وما فيه من أهوال عظيمة تدع الولدان شيبا ، وما يفرضه علينا من مسئولية التسليم للحق ولقيادته ، فهل يمكن الإعراض عن كلّ ذلك؟ كلّا .. لأنّ آياته ملأت آفاق حياتنا ، وإنّنا لا زلنا نتساءل عنها ونختلف فيها ولكن ليس بصورة جدّية ، وغدا حين نواجهه نعلم مدى الخسارة في هذا التساهل ، ولا يسعفنا الندم يومئذ شيئا.
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ)
[٢] وإذا كان الإنسان يعرض عن النبأ العظيم فلما ذا يتساءل عنه؟ ربما لأنّ شواهده تفرض عليه التساؤل ، فهو من جهة يتهرب من التسليم له لأنّه يحمّله مسئولية التسليم للحق ولقيادته ، ومن جهة ثانية لا يستطيع الفرار من آياته التي تحيط به ، فيظل يتساءل عنه : كيف ومتى وأين ولما ذا!؟ ومراده من كلّ ذلك الفرار منه ، وفي الذكر الحكيم بيان لتساؤلاتهم عن يوم الفصل : أنّى هو ، ومتى هو ، وكيف يحيي الله فيه الأموات ، وما أشبه.