(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)
فما هو ذا النبأ العظيم؟ هل هو مجمل الحقائق العظيمة كالتوحيد والرسالات والبعث والجزاء ، أم أنّه يوم الفصل الذي يذكره السياق لا حقا ، أم أنّه ولاية الإمام علي ـ عليه السلام ـ حسبما ذكر في رواية مأثورة عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ؟
كلّ ذلك محتمل ، لا سيما ونحن نعرف أنّ الحديث عن موضوعات الرسالة متواصل بعضها مع بعض ، فمن تساءل عن يوم الفصل فإنّما يتساءل عنه ليعرف هل عليه أن يسلّم للنذير به وهو الرسول ولمن يأمره الرسول باتباعه.
وإذا كان الفرار من المسؤولية هو الباعث نحو جحد يوم الفصل فإنّ أعظم المسؤوليات التسليم للقيادة الشرعية والتي تمثّلت في ولاية أئمة الهدى وفي طليعتهم الإمام علي عليه السلام.
وهكذا روي عن الحافظ أبي بكر محمد بن المؤمن الشيرازي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في تفسير هذه الآية أنّه قال : «المراد ولاية علي الذي يسأل عنها في القبر» (١).
وروي عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ أنّه قال : «النبأ العظيم الولاية» (٢)
وقال الإمام علي بن موسى الرضا ـ عليه السلام ـ : «قال أمير المؤمنين
__________________
(١) عن رسالة الإعتقاد للحافظ أبو بكر محمد بن المؤمن الشيرازي في تفسير نمونه ج ٢٦ ص ١٠.
(٢) المصدر / ص ١١.