(ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ)
وقال بعضهم : إنّ هذه الآية تشير إلى أنّهم سيعلمون الحق في الآخرة بينما الآية السابقة تشير إلى ما يعلمونه في الدنيا. ويحتمل أن يكون الإتيان بمفهوم واحد للتأكيد.
[٦] أو لا يبصرون آيات الله في الخلق فيعرفون حكمته وأنّه لم يخلقهم عبثا ولن يتركهم سدى؟
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً)
أولا تراها كيف ذلّلت لمعاشك تذليلا؟ انبسطت عليها طبقة من التراب تستخدمه للسكنى والزراعة ، وتسوّيه لحركتك ، ويحتضن أجسادنا بعد الموت ، ويستوعب سائر أنشطتنا في الحياة.
وإذا أمعنا النظر رأينا أنّ سائر ما في الأرض هيّء لحياة الإنسان ، ولا نعرف مدى أهمية الأنظمة التي أجراها الربّ في الأرض إلّا بعد قياسها بسائر الكرات القريبة التي لم نعهد في أيّ منها أثرا للحياة ولا فرصة للعيش. أوليس في كلّ ذلك دليل على التدبير والحكمة؟ أولا نهتدي بها إلى أنّ الله لم يخلقنا عبثا؟
[٧] ولكي تستقر الأرض وما فيها ، ولا تتعرض لأمواج الأعاصير التي تحيط بها ، ولا لتناوب المدّ والجزر الناشئين من جاذبية القمر كما البحر ، ولكي تتحصن قشرة الأرض من أخطار الزلازل والبراكين والانهيارات بسبب الغازات التي تتفاعل في نواتها الداخلية ، لكلّ ذلك ولأسباب أخرى عديدة نعرف بعضها ونجهل الكثير جعل الله للأرض أوتادا هي الجبال.
(وَالْجِبالَ أَوْتاداً)