[١٥] حقيقة كيوم القيامة ، عند ما تدق ساعة الحساب الرهيب ، جديرة بأن نتذكرها ، بل نجعلها نصب أعيننا أبدا حتى نكيّف على أساسها كلّ أبعاد سلوكنا وكلّ جوانب تفكيرنا ، ومن أجل هذا بعث الله الرسل لكي ينذروا الطغاة لعلهم يخشون من تلك العاقبة ، ولكنّهم تمادوا في غيّهم حتى أهلكهم الله وعجّل بهم إلى النار ، فهل لنا أن نعتبر بتاريخهم المأساوي؟
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى)
بلى. ولكن هل اعتبرت بهذا الحديث؟ فإن لم تكن اعتبرت به فكأنّك لم تسمعه أبدا.
[١٦] لقد بدأت قصته بدعاء ربه ، عند ما صار في الواد المقدس طوى.
(إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)
لقد تقدست تلك الأرض بالوحي. ولعل اسمها كان طوى أو أنّ هذه صفة الأرض من الطي كأنّها طويت بالقداسة أو طويت بموسى حيث قرّبته إلى الرسالة. ولعل طوى صفة لكل أرض مباركة حيث أنّ سالكها يتمتع بالسير فيها حتى وكأنّها تطوى له.
[١٧] ثم أمره الرب بأن يذهب إلى رأس الطغيان والفساد فرعون.
(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى)
وبالرغم من طغيانه لم يدعه الله بلا نذر ، ولم يهلكه قبل أن يبعث إليه رسولا ، ليتم الحجة عليه.