[١٨] وتلخّصت رسالة الوحي إليه في دعوته إلى التزكية وإصلاح نفسه ، وعدم هلاكها بالاستمرار في الطغيان. سبحانك يا رب ما أرحمك بعبادك ، وكيف تريد لهم الفلاح ويأبون إلّا التمادي في الفساد.
(فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى)
[١٩] فإذا تزكّى المرء ، وتطهّر من العناد والغرور والكبر ، كانت نفسه مهيّأة لاستقبال نور الإيمان عبر رسول الله ، فإذا هداه الله إليه بالرسول خشعت نفسه وتخلّص جذريّا من حالة الطغيان.
(وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى)
[٢٠] وطالب فرعون موسى بالآية ، لعله يتهرّب عن الهداية عند ما لا يأتيه بها لحكمة بالغة ، ولكنّ الله أظهر له الآية على يد نبيه إتماما لحجته.
(فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى)
متمثلة في العصا واليد البيضاء.
[٢١] وإذا نزلت الآية الواضحة ثم كفر المرء فإنّ العقوبة تعجّل له ، لأنّ الكفر آنئذ يكون تحدّيا صارخا لسلطان الرب ، ولعله يكون أيضا سببا لضلالة سائر الناس ، وهكذا تتابعت حلقات النهاية.
(فَكَذَّبَ وَعَصى)
كذّب بالآية ، وعصى الرب تعالى حين عصى موسى نبيه عليه السلام.
[٢٢] وتمادى في التكذيب والعصيان حين راح يسعى في الأرض فسادا.