(ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى)
[٢٣] وأخذ يضلل الناس ، ويجنّد الضالين ضد رسالة الله.
(فَحَشَرَ فَنادى)
أي جمع الناس ونادى فيهم بضلالاته.
[٢٤] وأعظم تلك الضلالات دعوته بأنّه الرب الأعلى ، واستكباره في الأرض ، وفرض قانونه الوضعي على الناس في مقابل شريعة الله سبحانه.
روي عن أبي جعفر (الباقر) عليه السلام أنّه قال : «قال جبرئيل ـ عليه السلام ـ : نازلت ربّي في فرعون منازلة شديدة فقلت : يا ربّ تدعه وقد قال : أنا ربكم الأعلى؟! فقال : إنّما يقول هذا عبد مثلك» (١) ، وفي رواية أخرى قال ربّنا : «إنّما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت» (٢).
(فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى)
جاء عن ابن عبّاس أنّ جبرئيل قال لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يا محمد لو رأيتني وفرعون يدعو بكلمة الإخلاص : «آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ» وأنا أرسه في الماء والطين لشدّة غضبي عليه مخافة أن يتوب فيتوب الله عزّ وجل عليه! قال رسول الله : ما كان شدّة غضبك عليه يا جبرئيل؟ قال : لقوله «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى» ، وهي كلمته الأخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الأولى : «ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي»
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٥٠٠.
(٢) المصدر.