على حكمته. أنظر إلى السماء كيف ارتفعت بلا عمد نراها ، وكيف استوت ضمن سلسلة لا تحصى من السنن والأنظمة الحكيمة.
(رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها)
قالوا : إذا نظرت من فوق الجبل إلى الوادي قلت عمق الوادي ، وإذا نظرت من الوادي إلى قمّة الجبل قلت سمك السماء ، هكذا رفع الله السماء وجعلها عالية ، وألزم أجرامها وغازاتها وأشعتها قوانين لا تحيد عنها قيد شعرة ، ولعل هذا معنى التسوية.
[٢٩] وتهيئة نظام الطبيعة للحياة بدوره شاهد على مدى القدرة والحكمة في الخلق ، فاختلاف الليل والنهار ، وبالتالي الظلام والنور والسبات والحركة يهدينا إلى مدى عمق الحكمة التي وراء الخلق.
(وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها)
قالوا : الغطش : الظلام. والضحى : وقت انتشار نور الشمس ، هكذا دبّر القدير الحكيم أمر الأرض والسماء لتتوفر فرصة الحياة على الأرض بما لا نجد مثيلا لها في الكرات القريبة منا. أو كان كل ذلك بلا هدف؟
[٣٠] وبعد خلق السماء والأرض تمّ دحو الأرض وتمهيدها وتسويتها ..
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)
قالوا : إنّ ذلك إشارة إلى العوامل الطبيعية التي تتابعت على الأرض حتى تهيّأت للعيش ، ثم تعرضها للأمطار الغزيرة والسيول العظيمة ، ثم انحسار المياه عن بعض المناطق دون غيرها.