[٣١] ثم أعدّ الله الأرض بما أودع فيها من مواد تساعد على زراعتها ، وبما جعل في باطنها وظاهرها من مخازن ومجاري للمياه لسقيها طوال العام.
(أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها)
ولذلك فإنّ المناطق القاحلة لا تصلح للزراعة ، إمّا بسبب فقر التربة أو قلّة الماء.
[٣٢] ولأنّ الزلازل والبراكين وجاذبية القمر والعواصف الهوج التي قد تعترض الأرض كانت تهدد حياة الإنسان فوق البسيطة خلق الله الجبال وأرسى بها دعائم الأرض.
(وَالْجِبالَ أَرْساها)
أي أثبتها بقدرته ، وجعلها درعا حصينة للأرض ، يقول الأمام علي ـ عليه السلام ـ «بعد أن تحدّث عن السماوات والأرض وكيف أنّهما دليل على اقتدار جبروت ربّنا وبديع لطف صنعته» : «وجبل جلاميدها «أي الأرض» ونشوز متونها وأطوادها فأرساها في مراسيها ، وألزمها قراراتها ، فمضت رؤوسها في الهواء ، ورست أصولها في الماء ، فأنهد جبالها عن سهولها ، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها ، فأشهق قلالها ، وأطال أنشازها ، وجعلها للأرض عمادا ، وأرزها فيها أوتادا ، فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها» (١).
[٣٣] كل ذلك لكي تتوفر فرص الحياة للإنسان والبهائم التي تخدم الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
__________________
(١) نهج البلاغة / خطبة ٢١١.