(مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ)
أوليس كل ذلك دليلا عي أنّ لوجودنا حكمة بالغة ، فلما ذا ننكر المسؤولية؟
[٣٤] إنّ للكفر بيوم المعاد سببا نفسيا هو التمادي في الغفلة ، والقرآن يخرق بآياته الصاعقة حجب الغفلة لمن تدبر فيها.
(فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى)
فأيّ شيء ينقذنا من تلك الطامة؟ هل الغفلة تبرّر عدم الإعداد لها؟ والطامة من الطم بمعنى ردم الفجوة ، وتسمّى المآسي المروّعة بها لأنّها تملأ النفس رعبا أو لأنّها قد بلغت منتهى المأساة. والقرآن يضيف كلمة «الكبرى» لعلنا نتصور تلك الساعة التي ثقلت في السموات والأرض ونحن عنها غافلون.
[٣٥] في ذلك اليوم يمرّ شريط أعمال المرء أمام عينيه. أوليس يرى جزاء كلّ صغيرة وكبيرة من أعماله؟ أولا يقرؤها في طائره الذي علّق في رقبته ، فلا أحد يستطيع التكذيب أو الفرار من مغبّة أعماله؟
(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى)
وفي يوم القيامة تتساقط الحجب من عين الإنسان وعقله فإذا هو يتذكر وباستمرار كل مساعيه.
[٣٦] كما أنّ الجحيم التي هي معتقل الطغاة والمجرمين تبرز أمام الجميع بما فيها من نيران تكاد تتميّز من الغيظ ، ومن عقارب وحيّات تتربص بالقادمين ، ومن شياطين وعفاريت ينتظرون الفتك بقرنائهم.
(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى)