فكل ذي عين بصيرة يرى الجحيم بلا حجاب ، فيكون المذنبون في حسرة عظمي وخوف لا يوصف.
[٣٧] هنالك الجزاء الأوفى للطغاة ، الذين كفروا بالنشور ، وأغرقوا في شهوات الدنيا ، ولم يخافوا ربهم.
(فَأَمَّا مَنْ طَغى)
وأعظم الطغيان مخالفة القيادة الشرعية ، فقد جاء في الحديث المأثور عن الإمام علي ـ عليه السلام ـ :
«ومن طغى ضل على عمل بلا حجة» (١).
وإنما تطغى النفس باتباع الهوى لأنّه يصد الإنسان عن الحق ، قال الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ :
«إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنان : اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فأمّا اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة» (٢).
[٣٨] (وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا)
فقدّمها على الآخرة.
[٣٩] (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى)
إنّها النهاية التي اختارها بنفسه ، ويبدو أنّ هذه الجملة هي جواب إذا الشرطية
__________________
(١) تفسير نمونه / ج ٢٦ ـ ص ١٠٧ عن نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ٥٠٦.
(٢) نهج البلاغة / الخطبة ٤٢.