ما قيمة سبعين عاما من العمر جلّها سبات النوم وغفلة الجهل والانشغال بالدنيا وضروراتها ، ما قيمتها إذا قيست بخمسين ألف عام مدة اليوم الأول من أيّام الآخرة؟! هناك يتذكّر الإنسان أنّ عمره في الدنيا كان يوما أو بعض يوم ، وأنّه قصّر فيه تقصيرا كبيرا حيث لم يستعد ليوم الأهوال.
ولعلّ معنى «عشية أو ضحاها» : النهار الذي يتصل بالعشية أو ينصرم بالضحى ، وذلك على عادة العرب في قولهم : آتيك العشية أو غداتها .. فأهل القيامة قالوا في البدء : كأنّنا عشنا في الدنيا نهارا كاملا ، ثم أكثروا النهار فقالوا : بل نصف نهار ، كما قال ربنا سبحانه : «إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً» وقوله : «يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً» وقال : «كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ».
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا مّمن وعى رسالة النذير ، واستعد للرحيل ولم ينس الساعة وأهوالها.