بيانه ، ولست ممّن يعلم.
وقال بعضهم : يحتمل أن يكون الوقف عند «فيم» وكأنّه قيل فيم تسأل وأنت من ذكراها أي أنّ رسول الله ، من أشراط الساعة (١).
بيد أنّ تفسيرنا أقرب إلى السياق الذي يهدف التذكرة بالساعة وأهوالها.
[٤٤] الله سبحانه الذي يأمر بها متى شاء وكيف شاء. إنّها ممّا لم يطلع عليه الرب أحدا من خلقه.
(إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها)
فإليه المرجع في أمرها ، كما قال سبحانه : «إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ» ، وقال : «إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ».
[٤٥] بلى. حري بنا أن نترك السؤال عن الساعة إلى العمل من أجلها ، وإلى تذكّرها لحظة بلحظة لأنّها آتية لا ريب فيها ، وقد توفّرت أشراطها ، ومن أشراطها النذير المبين رسول الله.
(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها)
فبدل أن نعاود السؤال عن وقت الساعة تعالوا نخشاها بعد أن جاءنا النذير.
[٤٦] وما ذا ينفع المجرمين لو تأخّرت الساعة عنهم ، هل يخفّف عنهم شيئا من عذاب ربهم؟ كلّا ..
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها)
__________________
(١) أنظر القرطبي / ج ١٩ ـ ص ٢٠٩ والرازي / ج ٣١ ـ ص ٥٢.