عهد الرسول (ص). (١).
بلى. عند الأجيال التالية من المفسرين أصبح التعبير «نزلت في كذا» يوحي بان الاية نزلت بتلك المناسبة.
وفيما يتصل بالآيات في هذه السورة فقد قال القرطبي : روى أهل التفسير أجمع : أنّ قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ وقد طمع في إسلامهم فأقبل عبد الله بن أمّ مكتوم ، فكره رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ أن يقطع عبد الله عليه كلامه ، فأعرض عنه ، ففيه نزلت الاية (٢).
وقال الشيخ المكارم في تفسيره «نمونه» ما يلي : المشهور بين المفسرين (السنة والشيعة) ذلك ، ولكنه روى حديثا عن الامام الصادق ـ عليه السلام ـ يقول : «أنها نزلت في شخص من بني أميّة» وأضاف : انه ليس من شأن الرسول ان يعبس في وجه أحد من الناس ، كيف وهو الذي قال عنه ربنا سبحانه : «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (٣)
ويبدو لي أن الآية لم تنزل في شأن النبي ، وأن المفسرين ذهبوا إلى ذلك بسبب ما توهموه من دلالة الآية ، ومن بعض الروايات المتشابهة المختلفة ، فمثلا : نجد في بعضها : أن النبي كان مع الوليد بن المغيرة ، وفي بعضها أنه كان مع أمية بن خلف ، وقال مجاهد : كانوا ثلاثة : عتبة وشيبة ـ ابنا ربيعة ـ وأبيّ بن خلف ، وقال سفيان الثوري : كان النبي مع عمه العباس.
__________________
(١) والى مثل هذا الرأي ذهب الدهلوي في كتابه الفوز الكبير في أصول التفسير ص ١٠٧ / ١٠٨ الطبعة الثانية دار البشائر الإسلامية.
(٢) القرطبي ج ١٩ / ص ٢١١.
(٣) تفسير نمونه.