فجاء الماء أمل الحياة من فوق وبانصباب ووفرة ، حتى يكفينا النظر الى نظام الغيث إيمانا بربّنا العزيز.
[٢٦] والأرض كيف جعلها الله صالحة للزراعة! بأن لم يجعلها صلبة قاسية ، ولا رخوة مائعة (كالرمل المتحرك) وأودع فيها مواد الزراعة.
(ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا)
ما أروع انفلاق الأرض عن النّبتة التي تشق طريقها الى الظهور ، ربما عبر الصخور الصلدة ، وقال بعضهم : الآية تشير إلى العصور الأولى من عمر الأرض ، حيث كانت قشرتها صماء لا تصلح للزراعة فذللها الرب بفعل السيول المستمرة والله العالم.
عن أبي جعفر ـ عليهما السلام ـ في حديث طويل يقول فيه : «فإن قول الله عزّ وجل : «كانَتا رَتْقاً» يقول : كانت السماء رتقا لا تنزل المطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحبّ ، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق ، وبث فيهما من كل دابة فتق السماء بالمطر ، والأرض بنبات الحبّ» (١)
[٢٧] ثم أعد ربنا الأرض للزراعة ، وأودع فيها ألوفا من أنواع النبات التي يقوم كل نوع منها بدور عظيم في تكاملية الخلقة.
(فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا)
قال بعضهم انها الحنطة والشعير ، وقال آخرون : بل سائر أنواع الحبوب كالذرة والفاصوليا والعدس والحمص ، ومعروف أن الحب لا يزال يشكل المصدر الأول
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٥٠٤.