للطعام في العالم وهو الطعام الطبيعي المناسب ، الذي لا ينافسه غذاء آخر لما فيه من السلامة والتكاثر والفائدة ، وبالرغم من تضاعف سكان الأرض عدة مرات خلال القرون الأخيرة فإن الأرض لا تزال تفي بواجبها في إطعام المزيد من الأفواه الفاغرة ، وإذا رأينا مجاعة هنا ، ونقصا في المواد الغذائية هناك فانما بسبب كوارث الطبيعة أو سوء في التوزيع ، أو سوء في الادارة ، والّا فإن ما في الأرض من القمح يكفي لأهلها ويزيد حسب الإحصاءات الدقيقة.
[٢٨] (وَعِنَباً وَقَضْباً)
يشير القرآن الى نوعين آخرين من الطعام ميسورين وأساسيين للغذاء يتدرجان معا من فصيلة الخضروات والنباتات الأرضية ، وهما العنب والقضب ، والقضب : هو النبتة التي تجزر وتقطع كأنواع الخضروات والبقليات كالباذنجان والطماطم واليقطين واللفت وما أشبه ، مما تحمل إلينا أعظم الفوائد ولعل هذا الترتيب يدل على التدرج في الفائدة ، وقد كشف العلم عما في الخضروات من منافع عظيمة.
[٢٩] ومن نعم الله الزيتون الغني بمواد غذائية ، وبالدهن والذي يكون عادة صبغا للاكلين ، وهكذا النخل التي يستفاد من جذعه وسعفه وليفه في مختلف الصناعات ، أمّا ثمرته ففيه غذاء كامل لا يدانيه طعام.
(وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً)
[٣٠] والأشجار التي تلتف الى بعضها وتتغالب للوصول الى أشعة الشمس وتغلظ سيقانها ، وتتحدى الأعاصير والآفات. انها نعمة إلهية أخرى يسبغها علينا الرب بالغيث.
(وَحَدائِقَ غُلْباً)