قال البعض الأغلب ذا الرقبة الغليظة ، وقيل : انه من التغالب والالتفاف الى بعضهما ، كما قال ربنا سبحانه وتعالى : «وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً» (١).
ان هذه الحدائق تضيف إلى أرضنا بهجة وصفاء ، وتلطّف الجو ، وتصلح البيئة ، وتستمطر السماء ، وتساهم في تكوّن أحواض طبيعيّة في الأرض لحفظ المياه ، وتعطي الثمرات المختلفة ، وتتربى الطيور الجميلة في أحضانها ، وتؤوي الحيوانات الاليفة إليها ، فقد جعلت ضرورة لبقاء الإنسان وسعادته (٢).
[٣١] ومن ثمار هذه الحدائق يتمتع الإنسان بفواكه كثيرة تختلف ألوانها واحجامها ومتعتها وفائدتها ، وهي جميعا تنتزع من حديقة واحدة يسقى بماء واحد ، هل لاحظت الفرق بين الفستق واللوز والجوز وبين الطلح (الموز) والآناناس وجوز الهند ، ان جوزة واحدة من الهند تكون بحجم مئات الحبات من الفستق ، على أن كلّا منهما لذيذ ومفيد ورائع الجمال سبحان الله ، وبالاضافة الى الفاكهة خلق الله علف الحيوانات الآهلة.
(وَفاكِهَةً وَأَبًّا)
قالوا : الأب علف الحيوانات سمي بذلك لان الحيوان يعود اليه.
وقيل : بل الأب هي الفواكه اليابسة وقال ابن عباس : الأب ما تنبت الأرض مما يأكل الناس والانعام.
__________________
(١) النبأ / ١٦.
(٢) اكتب هذه الكلمات في يوم ربيعي متميز وفي ظل أشجار بالغة الجمال ، ومنظر خلاب لشتيلات الازهار المنظمة ، وفي حديقة زاهية تمتد على مسافة ٢٤٠ هكتارا الى جنب بحيرة رائعة في مدينة بنكلور الهندية وارى واحدا من تجليات الجمال الالهي على الأرض وأقول : سبحانك ما أعظمك ، سبحانك ما أرحمك ، غفرانك اللهم وإليك المصير.