[٣٧] لما ذا يفرون من بعضهم؟ انما لهول الحساب وخشية العذاب ، لذلك فإن كلّ لهثهم في إنقاذ أنفسهم.
(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
وانما يصرف الإنسان المزيد من جهده للآخرين ، اما في الآخرة فلا يبقى لفكره وجهده ووقته فضل حتى يوفر لغيره حتى ولو كانوا الأقربين.
[٣٨ ـ ٣٩] وهكذا الإنسان أكرم في الدنيا بهذه الكرامة العظيمة ليحاسب غدا بذلك الحساب العظيم ، وتكون عاقبته ـ لو تحمل مسئوليته كاملة هنا ـ النعيم ، تنعكس على روحهم بالبشارة ، وعلى ملامح وجوههم بالبشر والبشاشة.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ)
قالوا يعني : مضيئة متهللة ، من أسفر الصبح إذا أضاء ، ويبدو لي أن معناه : منشرحة منبسطة ، وقيل : كل ذلك من صلاة الليل ، بل وأيضا من سائر أعمالهم الصالحة.
(ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ)
وانبساط وجوه المؤمنين انعكاس لانعدام الهمّ ، اما ضحكهم فدليل انبهارهم بالنعم ، بينما استبشارهم يعكس رجاءهم في نعيم ربهم أو بشاشتهم برضوان ربهم ، وهو أغلى منى يبحث عنه المؤمنون.
[٤٠] اما الذين لم يتحملوا مسئولياتهم فإنهم يصابون بإحباط شديد ، تعلو وجوههم سيئاتهم في صورة غبار الذل والهوان.