وقد جاء في الروايات : إن الذي يفر من أخيه : قابيل من هابيل ، وقيل : بل هابيل يفر من قابيل لكي لا يطلب منه الشفاعة ، ولعلهما جميعا يفرّان من بعضهما.
[٣٥] وبعد العلاقة الأخوية تأتي علاقة الولد بوالديه والتي تنفصم يومئذ الى درجة ترى المرء يهرب من والديه فكيف يستطيع الوالدان الاعتماد عليه يومئذ.
(وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)
أفلا ينبغي ألّا نترك ديننا لرضا آبائنا الذين قد لا ينفعوننا في الدنيا فكيف بالآخرة وكم منا من تنازل عن قيمه ولم يميز الحلال والحرام من أجل أبويه فهل ينفعونه غدا شيئا؟!
[٣٦] اما صلة الإنسان بزوجته أو ابنائه فهي الاخرى لا تغنيه يومئذ عن عذاب الله فلا يهلك نفسه اليوم لهذه الصلة الزائلة.
(وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)
قالوا : الذي يفر من صاحبته لوط ، ومن ابنه نوح.
عن الرضا (ع) من قصة الشامي مع أمير المؤمنين (ع) في مسجد الكوفة قال : وقام رجل يسأله ، فقال يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن قول الله تعالى : «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ» من هم؟ قال : قابيل وهابيل ، والذي يفر من أمّه موسى ، والذي يفر من أبيه إبراهيم ـ يعني الأب المربي لا الوالد ـ والذي يفر من صاحبته لوط ، والذي يفر من ابنه نوح وابنه كنعان (١).
__________________
(١) راجع نور الثقلين ج ٥ / ٥١١.