إذا غمست في ماء المحيط أو تعرضت لإعصار شديد؟ فلا يبقى لها إلّا أن تنطوي على نفسها ، وتلملم امتدادات ضوئها ، وزفرات شعلتها ، وانسيابات أشعتها ، من هنا جاء في لسان العرب : كوّرت الشمس جمع ضوؤها ، ولفّت كما تلف العمامة. أيّا كان الأمر فإنّها ساعة رهيبة.
[٢] هل القيامة ساعة المنظومة الشمسية أم المجرّة أم العالم كله؟ لا أدري ، ولكنّ الآية تؤكّد أنّ النجوم تنكدر وتؤكد آية أخرى انها تنتثر فهل هي تنصبّ وتتساقط في اتجاهات متباعدة ، أم أنّها تعود كما كانت أول الخلق كتلة واحدة متراصّة ، أم ما ذا؟ أم لا يكون كل ذلك ، وإنّما بسبب اختلال نظام منظومتنا فإنّنا نرى النجوم بهذه الصورة؟ الله العالم.
(وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ)
قالوا : يعني تهافتت وتناثرت ، وقال بعضهم انصبّت كما ينصب العقاب ، وحكي عن الخليل قوله : انكدر عليهم القوم : إذا جاؤوا إرسالا فانصبّوا عليهم.
[٣] وأما الجبال الراسيات التي اعتمد عليها الإنسان فإنّها تسير ثم تتبدد ثم تتلاشى فتكون سرابا.
(وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ)
[٤] أمّا الإنسان فيلهو عمّا حوله ، وحتى عن أنفس ما يملك.
(وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ)
قالوا : العشار جمع عشراء كالنفاس جمع نفساء ، وهي الإبل التي أتى على حملها عشرة أشهر ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة ، وهي أنفس ما يكون عند