أهلها وأعزّها عليهم.
أمّا تعطيلها فبمعنى الالتهاء عنها وتركها ؛ لأنّ للإنسان يومئذ شأنا آخر يغنيه عمّا حوله. إنّه يريد التخلص من أهوال الساعة المتلاحقة عليه.
وقال بعضهم : العشار هي السحب تعطّل ، وقيل : إنّها الأراضي المزروعة تترك.
[٥] في ذلك اليوم تتجمع الوحوش من كلّ ناحية ، كأنّها تحس بالوحشة من شدة الهول فتلوذ ببعضها ، وتقترب من بني آدم دون أن تنفر منهم أو ينفر بعضها من بعض. ما أعظم ذلك اليوم على قلب الكائنات!
(وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)
والحشر ـ حسب هذا التفسير ـ بمعنى الجمع ، وقيل : إنّ الحشر بمعنى إعادتها إلى الحياة حتى يتم إجراء العدالة عليها حسب مستواها الشعوري ، فإذا كانت القرناء طعنت الجمّاء أعيدتا حتى يقتص للجمّاء من القرناء ثم تموتا معا. والله العالم.
عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال : «وأما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض. إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال : وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّ بكفّ ، ومسحة بكفّ ، أو نطحة ما بين القرناء إلى الجمّاء ، فيقتص للعباد بعضهم من بعض ، حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة ، ثم يبعثهم للحساب» (١).
[٦] وما ذا عن البحار وهذه المحيطات العظيمة؟ هل يمكن أن يلوذ بها الناس
__________________
(١) تفسير نور الثقلين / ج ٥ ص ٥١٥.