أنّ البحار تنفجر بعد أن تسجّر نارا.
(وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ)
وقال بعضهم : إنّ معنى فجّرت تداخل بعضها في بعض حتى يكون بحرا واحدا ، كما فسّروا كلمة «سجّرت» في السورة السابقة بالامتلاء ، بيد أنّ المناسب لانفطار السماء وانتثار النجوم فيها تفجّر البحار ، والله العالم.
[٤] وتتماوج البسيطة كما مياه البحر ، وتخرج الأرض أثقالها التي في بطنها ، ومنها أجساد بني آدم التي تقذف منها بعد أن يحييها الله سبحانه.
(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ)
قالوا : بمعنى قلبت وأخرج ما فيها من أهلها.
[٥] في مثل هذا الجو يجد الإنسان أعماله ماثلة أمامه ، حيث لا سماء تظلّه ، ولا جبال تكنّه ، ولا بحر ولا برّ يمكنه الفرار فيه .. الله أكبر ما أصعب موقف الإنسان ذلك اليوم!
(عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)
قالوا : ما قدّمت في حياته ، وما بقيت منه بعد وفاته كالسنّة الحسنة الباقية أو البدعة المستمرة من بعده ، وقال بعضهم : ما تقدّم أوّل عمره ، وما تأخّر في سنّي حياته الأخيرة .. ويبدو هذا التفسير أقرب. وأنّى كان فإنّ هذه هي المسؤولية التي تتجسد ذلك اليوم ، فقد يقدّم الإنسان بين يدي أفعاله السيئة بعض الأعذار ، وقد يلقيها على غيره أو ينساها أو يتناساها ويخفيها في الدنيا ولكنّه في الآخرة يجدها أمامه بلا نقصان ، ولا يستطيع منها فرارا «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ