كيف ذلك؟ هناك من يرى في نفسه أنه الحق فيعامل الناس على هذا الأساس ، فلذلك يغش ويسرق ويستولي على حقوق الآخرين ، وعلامة هذا الفريق من الناس أنّهم إذا أرادوا استيفاء حق من حقوقهم من الناس أخذوه وافيا ، وإذا طلب منهم أداء حق للناس انتقصوا منه ، ويجري هذا في كافة شؤون حياتهم. إن لهؤلاء الويل لأنهم ليسوا منصفين.
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)
قالوا : الويل بمعنى : الشر والحزن والعذاب أو الهلاك ، وهو بمعنى اللعنة ، اما المطفف فانه من الطّف أي جانب الشيء ، والتطفيف تنقيص الشيء من جوانبه.
وقال بعضهم : الويل واد في جهنم يجري فيه صديد أهل النار.
[٢] من هم هؤلاء المطففون؟ هناك مثل بارز لهم في أولئك الذين ينقصون المكيال لغيرهم ، أمّا إذا اكتالوا لأنفسهم أخذوا حقّهم وافيا.
(الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ)
قالوا : «على» هنا بمعنى اللام ، ويبدو لي أن على تعطي هنا أيضا ظلالها العام الذي يوحي بالضرر ، إذ أنّ الإستيفاء يتم على الناس أي في ضررهم.
وقال بعضهم : انه بمعنى إذا كالوا ما على الناس.
[٣] ولكنهم إذا اكتالوا لغيرهم تراهم يعطونهم أقل من حقهم.
(وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)
قالوا : معناه كالوا لهم أو وزنوا لهم ، ثم حذف اللام ، واستشهدوا بقول