تلك من ألوان الفساد الاقتصادي.
ثم انّ التطفيف في الميزان لا يخص الجانب الاقتصادي ، بل يتسع للجوانب السياسية والاجتماعية أيضا ، فلا يجوز ان تطالب الناس بكامل حقّك ، ثم إذا طالبوك بحقوقهم بخستهم جاء في الحديث عن الصادق ـ عليه السلام ـ : «ليس من الإنصاف مطالبة الاخوان بالانصاف» (١) لا بد أن نتعامل مع الناس بمثل ما نحبّ ان يتعاملوا معنا. إنّ أفضل ميزان للعدل هو أن تضع نفسك دائما في موضع الآخرين وتساءل : ما ذا كنت أنتظر منهم لو كنت في موقعهم ، هكذا هم ينتظرون وعليّ أن أفي بحقهم.
هكذا توالت نصوص الدين ألا فلنستمع الى بعضها :
١ / عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ : «أحبّوا للناس ما تحبّون لأنفسكم»
٢ / عن الصادق ـ عليه السلام ـ قال : «قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : أعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه ، وكره لهم ما يكره لنفسه»
٣ / عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ فيما كتبه لمحمد بن أبي بكر : «أحبّ لعامة رعيّتك ما تحبّ لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، فإن ذلك أوجب للحجّة ، وأصلح للرعية»
٤ / عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : «ما ناصح الله عبد في نفسه فأعطى الحق منها ، وأخذ الحق لها إلّا أعطي خصلتين : رزق من الله يسعه ،
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج ٧٥ ص ٢٧.