ورضى عن الله ينجيه»
٥ / وجاء في نهج البلاغة في وصية أمير المؤمنين لابنه الحسن ـ عليهما السلام ـ : «يا بني! اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، فاحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم ، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك ، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك ، ولا تقل ما لا تعلم ، وقل ما تعلم ، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك» (١)
ونختم حديثنا برواية مأثورة عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ انه قال : «خمس يخمس : ما نقض قوم العهد إلّا سلط الله عليهم عدوهم ، ولا حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهرت الفاحشة فيهم إلّا ظهر الطاعون ، وما طففوا الكيل الا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلّا حبس الله عنهم المطر» (٢)
[٤] من الذي يطفف؟ انه الذي لا يعترف بالقيامة ، حيث يقف أمام رب العالمين للحساب ، فلو كان الواحد يظن مجرد ظن بذلك لما تجاوز حقه ، واعتدى على حقوق الناس.
(أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ)
قال بعضهم : ان الظن هنا بمعناه المعروف وهو ضد اليقين ، ذلك أن مجرد الظن بالبعث يكفي العاقل تحرزا واتقاء منه ، ألا ترى أنك لا تسلك طريقا تظن الهلاك به ، ولا تشرب ما تخشى ان يكون سمّا ، وتحتاط من عمل تخاف منه الهلاك؟
__________________
(١) المصدر / من ص ٢٤ ـ ٥٩.
(٢) القرطبي / ج ١٩ ص ٢٥٣ ، وسائر التفاسير المعروفة.