هكذا يذكرنا القرآن بهذه الحقائق ، فبعد أن يقول : «أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ» يذكرنا بالساعة فيقول :
(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)
عظمت آثاره في السموات والأرض حتى أشفقت منه ، فلو لا اتقاء أهواله بالعمل الصالح أنّى نحصل فيه على أمان ، والسموات تنفطر والجبال تكون سرابا ، والأرض تزلزل زلزالها؟!
[٦] وأعظم من كل تلك الأهوال قيام الناس أمام ربّ العالمين ..
(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)
يكاد القلب البشري يتصدع حينما يحمّله الله شيئا من نور عطفه وحنانه ، فكيف يصمد هذا القلب أمام عقاب الله وزجره؟!
جاء في الحديث المأثور عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «(فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) ، فمنهم من يبلغ العرق كعبيه ، ومنهم من يبلغ ركبتيه ، ومنهم من يبلغ حقويه ، ومنهم من يبلغ صدره ، ومنهم من يبلغ أذنيه حتى أن أحدهم يغيب في رشحه كما يغيب الضفدع» (١).
بيد ان المؤمنين في أمان من أهوال القيامة ، هكذا ورد في حديث مأثور عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ «انّه ليخفّف عن المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة المكتوبة ، يصلّيها في الدنيا» (٢).
__________________
(١) القرطبي / ج ١٩ ص ٢٥٥.
(٢) المصدر.