الحرّانة؟ لقد حدد هذا النص التالي محلّها :
روي عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنه قال : «ان الملك يرفع العمل للعبد يرى أن في يديه منه سرورا ، حتى ينتهي إلى الميقات الذي وصفه الله له ، فيضع العمل فيه فيناديه الجبار من فوقه : إرم بما معك في سجين ، وسجين الأرض السابعة ، فيقول الملك ما رفعت إليك إلّا حقّا ، فيقول : صدقت ، إرم بما معك في سجين» (١) وروي عن الامام الباقر ـ عليه السلام ـ انه قال : «السجين الأرض السابعة ، وعلّيون السماء الرابعة» (٢)
وقال بعضهم : سجين : صخرة في الأرض السابعة ، وروى أبو هريرة عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ «سجين جب في جهنم ، وهو مفتوح» وقال عكرمة : سجين خسار وضلال ، كقولهم لمن سقط قدره قد زلق بالحضيض.
ويبدو لي أن أصلها السجن كما ذكرنا ، وانما سائر التفاسير تحديد لموقع السجن أو ملابساته ، لذلك قال أبو عبيدة وغيره في تفسير الآية : لفي حبس وضيق شديد ، فعيل من السجن كما يقول فسّيق وشرّيب.
[٨] وهناك افتراض أخر : ان يكون سجين اسما لتلك السجلات التي تحفظ الكتب ، وأن يكون معنى الكتاب هنا ما يكتب من أعمال ، فيكون المعنى هكذا : ان اعمال الفجار مكتوبة في سجين وهو كتاب مرقوم ، ويؤيد هذا المعنى السياق التالي :
(وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ)
__________________
(١) الفرقان عن الدر المنثور / ج ٦ ص ٣٢٥.
(٢) نمونه عن نور الثقلين / ج ٥ ص ٥٣٠.