وجلاؤه الحديث» (١).
[١٥] هذه القلوب التي ترين بالذنب لا تتشرف بلقاء ربها يوم القيامة ، ذلك أن هذه الذنوب تصبح حجبا كثيفة تمنع عنه أنوار الله البهية.
(كَلَّا)
فليرتدعوا عن الاسترسال مع الذنوب وما يسبب لهم رين القلب ؛ لان لذلك عاقبة سوأى ، وهي :
(إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)
لقد حجبهم الذنب عن رحمة الله وعطفه ورعايته ، كما حجبهم الذنب عن نور لقائه ومشاهدته بحقيقة الإيمان ، أليس أعظم نعم الله على المؤمن رضاه عنه ومناجاته له ، ولقاء قلبه بنوره؟ إن هذا لهو النعيم المقيم الذي يسعى اليه المؤمن ، إنه أعظم جائزة يتوقعها من ربه ، فقد جاء في الحديث : «ان أهل الجنة يزورون العرش كل ليلة جمعة ، فينظرون إلى نور ربهم فيقعون له ساجدين»
وقد عبّر الإمام زين العابدين ـ عليه السلام ـ عن هذا اللقاء العاصف بالشوق والوله بين العبد والرب بقوله في مناجاته : «فقد انقطعت إليك همتي ، وانصرفت نحوك رغبتي ، فأنت لا غيرك مرادي ، ولك لا لسواك سهري وسهادي ، ولقاؤك قرة عيني ، ووصلك منى نفسي ، وإليك شوقي ، وفي محبتك ولهي ، وإلى هواك صبابتي ، ورضاك بغيتي ، ورؤيتك حاجتي ، وجوارك طلبي ، وقربك غاية سؤلي ، وفي مناجاتك روحي وراحتي ، وعندك دواء علّتي ، وشفاء غلتي ، وبرد لوعتي ، وكشف كربتي ... الى ان يقول : ولا تبعدني منك يا نعيمي وجنتي ، ويا
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٥٢١.