جلوسهم على الأرائك مع إخوانهم المتقابلين لذة للنفس ، ونظرهم الى خلق الله وتجليات رحمته وقدرته لذة للعقل ، وروي عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «ينظرون إلى أعدائهم في النار»
قالوا : الأرائك جمع أريكة ، أي السرير ، وقيل : أصلها فارسية ، وقيل : إنها مشتقة من اسم شجر يسمى بأراكة.
[٢٤] عند ما يصفو عيش المرء من الأكدار ، وقلبه من الضغائن والطمع والحرص ، يتلألأ وجهه بآثار النعم ، كما يزهر النبات ويتنور ، كذلك أهل الجنة تفيض على وجوههم الجميلة آثار النعم نضارة ونورا.
(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)
ولعل التعبير ب «تعرف» يوحي بأنك تعرف مدى النعيم الذي هم مستقرون فيه بنظرة الى وجوههم ، ومدى نضارتها ؛ فإن النضارة درجات وأنواع ، وهي تعكس ما وراءها من عوامل النعيم ودرجاتها.
[٢٥] وجلسات الأنس لا تكتمل إلّا بشراب يزيدهم نشاطا وسرورا.
(يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ)
قالوا : الرحيق : صفوة الخمر ، وقال بعضهم : إنها الخمرة العتيقة البيضاء الصافية من الغش النيّرة ، وأما المختوم فإنه يوحي بكرامة الشارب ألّا تسبق الى الشراب يد غيره.
[٢٦] وإذا كان ختم الشراب عادة قطعة طين لازب ، فإن ختم رحيق الجنة المسك الأذفر.