بالتسارع في الخيرات ، والتنافس فيها ، وقد جاء في الأثر أن ترك الخمر في الدنيا ثمن الرحيق المختوم في الآخرة ، كما أن ثواب سقاية المؤمن وإطعامه هو الرحيق المختوم.
جاء في وصية النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ لعلي ـ عليه السلام ـ أنه قال : «يا علي! من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم ، فقال علي : لغير الله؟ قال : نعم. والله ، صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك» (١).
وروي عن علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ أنه قال : «من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن وسقا مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم» (٢).
وروي : «من صام لله في يوم صائف سقاه الله من الظمأ من الرحيق المختوم» (٣)
[٢٧] قيل : بأن في الجنة عينا تجري في الهواء ثم تصب في كؤوس الأبرار ، وقالوا : إنها تجري من تحت العرش وتسمى بالتسنيم ، لأنها في أعلى الجنة ، وهي شراب المقربين خالصا ، ويضاف شيء منه إلى شراب الأبرار فيعطيه نكهة خاصة ليس فقط لأنه عظيم اللذة ، بل ربما أيضا لأن فيه أثرا من روح المقربين وريحهم ، وعبق درجاتهم المتسامية ، وقالوا : انه أشرف شراب في الجنة ، قال الله سبحانه :
(وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)
قال الرازي : تسنيم علم لعين بعينها في الجنة ، سميت بالتسنيم الذي هو
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٤٣٤.
(٢) المصدر.
(٣) المصدر.