السّباحة في بحار حميمها وعدوا بين أيدي زبانيتها ، وهم يلحقونهم ويضربونهم بأعمدتهم ومرزباتهم وسياطهم ، فلا يزالون هكذا يسيرون هناك وهذه الأصناف من العذاب تمسّهم حتّى إذا قّدروا أنّهم قد بلغوا تلك الأبواب وجدوها مردومة عنهم وتدهدههم الزبانية بأعمدتها فتنكسهم إلى سواء الجحيم ، ويستلقي أولئك المؤمنون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم ، فذلك قول الله عزّ وجلّ : «اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ» وقوله عزّ وجلّ : «فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ» (١).
[٣٦] ما ذا ينظرون؟ إنهم ينظرون إلى مجريات جزاء الكفار اليومية ، وعقابهم المتتابع الذي يتصل بجرائمهم المتتالية في الدنيا.
(هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ)
أي ينظرون لكي يروا هل أنهم ثوّبوا وجوزوا؟ وبالطبع : إنهم يجدون هذا الجزاء لحظة بلحظة ، ولا ينتهي جزاؤهم لأنه مستمر ، ذلك أن كل فعلة خاطئة قاموا بها تجازى بمئات السنين ، فيستمر النظر ويستمر الجزاء. أعاذنا الله من مثل هذه العاقبة السوأى ، وجعلنا من أهل جنته ورضوانه. آمين.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٨ ص ٢٩٨.