يحين أجلنا. ومتى يأتي الأجل؟ لا ندري.
وأخيرا يصل الإنسان الى قناعة : لا بد من الرضا بالواقع. تعالوا نرجع الى بيوتنا.
وقال المفسرون عن الشفق : انه امتزاج ضوء النهار بظلام الليل ، وقيل : إن أصل الشفق الرقة ، وانما سمي المغيب بالشفق لأنه ينتشر في الأفق ضياء رقيقا.
وقالوا عن اللام في «فلا اقسم» : انها زائدة للتأكيد ، وقيل : بل معناها تعظيم الشفق ان يقسم به ، أو تعظيم الحقيقة حتى لا تحتاج الى قسم ، وقد سبق منا : ان اللام هنا تفيد تأكيد القسم.
[١٧] وبعد أن يلملم الشفق بقايا خيوط الضياء ، يسوق ظلام الليل الناس ليهجعوا ، والأشياء لتنكمش ، ذلك أن الضوء يبسط الطبيعة ، بينما الظلام يجمعها .. أرأيت أسراب الطيور عند الشفق كيف تعود الى أو كارها ، وقطعان الأنعام تروح الى مرابضها ، والناس أيضا يعودون الى دورهم ومساكنهم ؛ إنّه منظر رائع حقا.
(وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ)
قالوا : الوسق : الجمع ، وطعام موسوق أي مجموع.
[١٨] ويطلع القمر ، ويندفع الى كبد السماء ، ويتجلّى بنوره الفضّي كسفينة من فضّة تسير في بحر من الظلام ، ويبعث من أفق السماء بنوره الهادئ فوق الآجام والروابي بما لا يزاحم نوم النائمين ، وفي ذات الوقت يكون سراجا للسارين ليلا وأنيسا للشعراء والوالهين ، وآية مبصرة لمن يحيي الليل من المتهجدين.
(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ)