ينسجم مع السياق الذي يجري فيه الحديث عن جزاء الطغاة على جرائمهم بحقّ المؤمنين ، فإذا تحصّن الطغاة ببروجهم الأرضية فإنّ للسماء بروجا لا يستطيعون مقاومة جنودها.
وقال بعضهم : البروج هي منازل الشمس والقمر والكواكب وأفلاكها التي لا تستطيع أجرام السماء على عظمتها تجاوزها قيد أنملة ، ممّا يشهد على أنّها كائنات مخلوقة مدبّرة.
[٢] يوم القيامة رهيب ترتعد السموات والجبال والبحار وسائر الكائنات خشية منه وإشفاقا ، وأعظم ما فيه مواجهة الإنسان لأفعاله ، بلا حجاب من تبرير ، ولا قوة ولا ناصر .. وهكذا يحلف السياق به على ما يجري الحديث عنه من مسئولية الطغاة أمام ربّهم عن جرائمهم بحقّ المؤمنين.
(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)
إنّه يوم لا مناص منه ، لأنّه وعد الله ، ووعد الله غير مكذوب ، وليس الإنسان وحده بل الكائنات جميعا موعودة بذلك اليوم ، فأيّ يوم عظيم ذلك اليوم؟
[٣] ثم يقدم الإنسان للمحاكمة ، فقد حضر الشهود. كلّ مكان عاش فيه يشهد عليه ، وكلّ زمان مرّ به يشهد عليه ، وكلّ جارحة استخدمها تشهد عليه ، وكلّ إنسان عايشه يشهد عليه ، وفي طليعة الشهود الأنبياء والأوصياء والدعاة إلى الله ، يشهدون عليه أن قد بلّغوه رسالات ربه فلم يقبلها. أيّ مسكين هذا الطاغية الذي تجتمع عليه الشهود من كلّ موقع وكلّ حدب؟! ثم تراه في الدنيا غافلا لاهيا سادرا في جرائمه وكأنّه لا حساب ولا عقاب.
(وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)