أنطياخوس الرومي ، وأمّا الذي بفارس فبختنصّر ، والذي بأرض العرب يوسف بن ذي نواس (١).
وحسب هذا القول يحتمل أن تكون جريمة الحرق بالنار عبر الأخدود شائعة في الجاهلية في أكثر من بلد ، وإذا لا يهمنا من كان يفعلها ، إنّما العبرة منها.
وجاء في بعض الأحاديث أن القصة وقعت في الحبشة حيث بعث الله إليهم نبيّا فآمنت به طائفة فأخذوه وإيّاهم وألقوهم في النار .. (٢).
إلّا أنّ النصوص استفاضت بقصة طريفة للاعتبار ، ولا يهمّنا ذكر الاختلاف في تفاصيلها :
روى مسلم في الصحيح عن هدية بن خالد عن حمّاد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : «كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر ، فلمّا مرض الساحر قال : إنّي قد حضر أجلي فادفع إليّ غلاما أعلّمه السحر ، فدفع إليه غلاما وكان يختلف إليه ، وبين الساحر والملك راهب ، فمرّ الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره ، فكان يطيل عنده القعود ، فإذا أبطأ عن الساحر ضربه ، وإذا أبطأ عن أهله ضربوه ، فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال : يا بني إذا استبطأك الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا استبطأك أهلك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيهم دابّة عظيمة ، فقال : اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب ، فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحبّ إليك فاقتل هذه الدابة ، فرمى فقلتها ومضى الناس ، فأخبر بذلك الراهب فقال : يا بني إنّك ستبتلى فإذا ابتليت
__________________
(١) القرطبي ج ١٩ ص ٢٩١.
(٢) تفسير الميزان ج ٢٠ ص ٢٥٦ نقلا عن الإمام علي عليه السلام.