(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ)
عظيم المستوى ، رفيع المجد ، لا تناله أيدي التحريف ، ولا يبلغ مستواه التافهون الحقراء الذين يعيشون في حضيض الشهوات ، ولا يمس جواهر حقائقه ولآلئ معانيه سوى المطهّرين من دنس الشرك ، ومن رجس العقد النفسية ، ومن ظلام الأفكار الباطلة.
لا بد أن ترتفع إلى قمّة المجد حتى تدرك بعض معاني الكتاب العظيم.
[٢٢] ومن علامات مجده وعظمته أنّه محفوظ في لوح عند الله لا يستطيع أحد المساس به.
(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)
جاء في الدر المنثور عن ابن عباس قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «خلق الله لوحا من درّة بيضاء دفّتاه من زبر جدة خضراء ، كتابه من نور ، يلحظ إليه في كلّ يوم ثلاث مائة وستين لحظة يحيي ويميت ، ويخلق ويرزق ، ويعزّ ويذل ، ويفعل ويشاء» (١).
وهذا الحديث تفسير قوله سبحانه : «فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ». أمّا اللوح المحفوظ المذكور في هذه الآية فلعلّه إشارة إلى الآية الكريمة : «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ» ، حيث أنّ ربنا يحفظ اللوح من أن يرسم فيه غيره.
__________________
(١) تفسير الميزان.