تصعّد في ذلك الأمر أي شقّ عليه (١).
ولا ريب أنّ من يعاند آيات الله وشرائعه ثم يتبع هواه وشرائع البشر فإنّه سيلاقي أنواع المصاعب والمشاكل باعتباره يسبح خلاف قوانين الله وسنن الطبيعة ، فهو على شبه ممّن يصعد الجبال الرفيعة الوعرة يرهقه الصعود. أترى كم لقيت ولا تزال تلاقي أمتنا الإسلامية من العقبات كالتمزق والظلم والتخلف الحضاري حينما هجرت كتاب ربها؟ فهي إذا حقيقة واقعية يواجهها كلّ من يعاند آيات ربه فردا أو مجتمعا أو أمة وفي الجانبين المادي والمعنوي.
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد ، بل يمتد العذاب إلى الآخرة ويتجلّى بصورة أشد وأكثر وأوضح حيث يتبيّن للمعاندين خطأهم الكبير في صورة جبل مخيف من العذاب ، قال الإمام الصادق (ع) : «صعود جبل في النار من نحاس يحمل عليه (الكافر) ليصعده كارها ، فإذا ضرب بيديه على الجبل ذابتا حتى تلحق بالركبتين ، فإذا رفعهما عادتا ، فلا يزال هكذا ما شاء الله» (٢) ، وفي فتح القدير عن النبي (ص) قال : «الصعود جبل في النار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا ثم يهوي ، وهو كذلك فيه أبدا» (٣) ، وعن الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ قال : «إنّ في جهنم جبلا يقال له صعود ، وإنّ في صعود لواديا يقال له سقر ، وإنّ في سقر لجبّا يقال له هبهب ، كلّما كشف غطاء ذلك الجب ضجّ أهل النار من حرّه ، وذلك منازل الجبّارين» (٤) ، ويقال للألم الذي يصل إلى الرأس صعود لأنّه يرتفع إليه ولأنّه شديد أثره ، وربما تتسع الكلمة إلى معنى التزايد فإنّ العذاب الإلهي في تصاعد مستمر.
__________________
(١) التحقيق في كلمات القرآن ج ٦ ص ٢٧٣.
(٢) تفسير البصائر ج ٥٠ ص ٤٣٠.
(٣) فتح القدير ج ٥ ص ٣٢٩.
(٤) تفسير البصائر ج ٥٠ ص ٤٣٠ عن روضة الواعظين.