وجبال شاهقة وقلاع منيعة وأرضهم في غاية الخصب والبركة (٢٨٤) ؛ وبيت الملك عندهم محفوظ يرثه الرجال والنساء.
أرض الروم : وهو إقليم واسع الأقطار فسيح الديار ، وبه مدن عامرة وضياع ورساتيق وأشجار وفواكه وثمار ؛ وبه الخير الغامر والخصب الوافر ؛ وكلها على جانبي البحر القسطنطيني ومن جهة بلاد الأرمن ، له أحد عشر عملا ، منها عمل حربية وفيه خمسة حصون ، وعمل العصاة وفيه ثلاثة حصون ، وعمل الأرسيق وفيه خمسة عشر حصنا ، وعمل الأفشين وفيه أربعة حصون وعمل حرسنون وفيه أربعون حصنا ، وعمل البلقان وفيه ستة عشر حصنا. وهذه الأرض كانت في القديم بلاد اليونان فغلبت الروم عليها ؛ ومن جملة أعمالها عمل كرميان وفيه عشرة حصون ، وعمل الفنادق وفيه ثمانية عشر حصنا.
وببلاد الروم أيضا مائة جزيرة كلها في البحر ، وكلها عامرة آهلة. ومن مدن الروم المشهورة قسطنطينية وهي مثلثة الشكل ، منها جانبان في البحر وجانب في البر وفيه باب الذهب. وطول هذه المدينة تسعة أميال وعليها سور حصين ارتفاعه واحد وعشرون ذراعا ، ويحيط به سور آخر يسمى الفصيل ، ارتفاعه عشرة أذرع ، لها مائة باب أكبرها الباب المصمت وهو مموه بالذهب ، وبها القصر وهو من عجائب الدنيا وذلك أن فيه بديرون وهو كالدهليز (٢٨٥) إلى القصر ، وهو زقاق يمشى فيه بين صفين من صور مفرغة من نحاس بديع الصنعة على صور الآدميين والخيل والفيلة والسباع وغير ذلك ، وهي أكبر من الأشكال الموضوعة على أمثالها. وبالقصر وما دار به ضروب من العجائب.
__________________
(٢٨٤) البركة لغة : النماء والزيادة والسعادة.
(٢٨٥) الدهليز : مسلك طويل ضيق غالبا ما يكون سري.