باللقاح (٤٢٦) ، ورائحة طلعها كرائحة المني. ولطلعها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها. ولو قطع رأسها ماتت ، ولو أصاب جمارها آفة هلكت. والجمار من النخلة كالمخ من الإنسان ، وعليها الليف كشعر الإنسان ، وإذا تقاربت ذكورها وإناثها حملت حملا كثيرا لأنها تستأنس بالمجاورة. وإذا كانت ذكورها بين إناثها ألقحتها بالريح ، وربما قطع إلفها من الذكور فلا تحمل ، لفراقه ، وإذا دام شربها للماء العذب تغيرت ، وإذا سقيت الماء المالح أو طرح الملح في أصولها حسن ثمرها. ويعرض لها أمراض مثل أمراض الإنسان. منها الغم ، وعلاجه أن يقطع من أسفلها قدر ذراعين ثم تخلل بالحديد. والعشق : وهو أن تميل شجرة إلى أخرى ويخف حملها وتهزل ، وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقها الذي مالت إليه بحبل أو يعلق عليها سعفة منه ، أو يجعل فيها من طلعه.
ومن أمراضها منع الحمل ، وعلاجه أن تأخذ فأسا وتدنو منها وتقول لرجل معك : أنا أريد أن أقطع هذه النخلة لأنها منعت الحمل ، فيقول ذلك الرجل : لا تفعل فإنها تحمل في هذه السنة ، فتقول : لا بد من قطعها. وتضربها ثلاث ضربات بظهر الفأس ، فيمسكها الآخر ويقول : بالله لا تفعل فإنها تثمر في هذه السنة فاصبر عليها ولا تعجل وإن لم تثمر فاقطعها. فتثمر في تلك السنة وتحمل حملا طائلا.
ومن أمراضها : سقوط الثمرة بعد الحمل وعلاجه أن يتخذ لها منطقة من الأسرب فتطوق به فلا تسقط بعدها ، أو يتخذ لها أوتادا من خشب البلوط ويدفنها حولها في الأرض. ومن عجيب أمرها أنك إذا أخذت نوى تمر من نخلة واحدة
__________________
(٤٢٦) اللقاح : تأبير النخل أي نثر حبوب اللقاح من الشماريخ التي تحمل أزهارا مذكرة على الشماريخ التي تحمل أزهار مؤنثة واسم العمل الإبارة (النباتات في القرآن ، جمال الدين حسين ، مكتبة الأنجلو ، ص ٣٤).