محمّد بن خزفة (١) ، قالا : نا محمّد بن الحسين ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا ابن الأصبهاني ، أنا شريك ، عن أبي حمزة الأعور ، قال : كنت مع أناس من الفقهاء فيهم سلمة بن كهيل فانتهينا إلى بستان سعيد بن هلال فأعطينا درهما ثم دخلنا فأكلنا.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي عثمان الصابوني ، أنا أبو القاسم بن حبيب ، أنا أبو موسى عمران بن محمّد بن الحصين ، نا أبو عوانة ، نا أبو علي سهل بن علي ، نا محمّد بن الحسين ، نا محمّد بن عبد الرّحمن الأشهلي ، أخبرني يحيى بن إسماعيل بن [سلمة بن](٢) كهيل قال :
كانت لي أخت أسن مني ، فاختلطت وذهب عقلها ، وتوحشت ، وكانت في غرفة في أقصى سطوحنا ، فمكثت بضع عشرة سنة ، وكانت مع ذهاب عقلها تحرص على الطهور والصلاة ، وتتفقد الأوقات ، وربما غلب على عقلها أياما فتحفظ ذلك حتى تقضيه. فبينما أنا نائم ذات ليلة ، إذا باب بيتي يدق في نصف الليل ، فقلت : من هذا؟ قالت : لخه فقلت : أختي؟ قالت : أختك ، فقلت : لبيك ، وقمت وفتحت الباب فدخلت ولا عهد لنا بالبيت من أكثر من عشر سنين ، فقلت لها : يا أختاه خير؟ قالت : خير ، أتيت الليلة في منامي فقيل لي : السلام عليك يا لخة فرددت ، فقيل لي : إنّ الله قد غفر لجدك سلمة وحفظك بأبيك إسماعيل ، فإن شئت دعوت الله ، فأذهب ما بك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة ، فإن أبا بكر ، وعمر قد شفعا لك إلى الله لحب أبيك وجدك أياهما (٣). قالت : فقلت : إن كان لا بد من اختيار أحدهما فالصبر على ما أنا فيه ، والجنة ، وإن الله لواسع لخلقه لا يتعاظمه شيء إن شاء أن يجمعهما لي فعل ، قيل قد جمعهما الله لك ، ورضي عن أبيك وجدك لحبهما أبا بكر وعمر ، قومي فانزلي. فأذهب الله ما كان بها وعادت إلى أحسن الحال.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الرّبعي ، أنا أبي ، نا محمّد بن علي بن عفان ، نا أبو نعيم ، حدّثني يحيى بن سلمة قال : مات أبي في سنة إحدى وعشرين ومائة يوم
__________________
(١) بالأصل : خرفة ، والصواب ما أثبت عن م وضبط عن التبصير ، وقد تقدم التعريف به.
(٢) الزيادة لازمة للإيضاح عن م.
(٣) في مختصر ابن منظور ١٠ / ٩٣ «أباهما» كذا.