أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، أنا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط قال : وولّى يعني يزيد بن معاوية ابن زياد خراسان وسجستان فوجه سلم إلى خراسان الحارث بن معاوية المازني فلم يزل عليها حتى مات يزيد ، وولّى سلم بن زياد أخاه يزيد بن زياد سجستان فوجه يزيد أخاه أبا عبيدة بن زياد إلى كابل (١) فأسروه ، فسار يزيد بن زياد إليهم فقتلوه ، وبعث سلم بن زياد (٢) طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي ففدى أبا عبيدة بخمس مائة ألف وأقام بها طلحة حتى مات.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن جعفر النحوي ، أنا أبو الحسن الضّبّي ، عن أبي جعفر العجلي ، عن علي بن عمروس ، عن ابن الكلبي ، عن أبيه قال :
لما ولّى يزيد سلم بن زياد خراسان قال له : إن أباك كفى أخاه عظيما وقد استكفيتك صغيرا ولا تتكلن على عذر مني ، فقد اتّكلت على كفاية منك ، وإياك مني قبل أن أقول إياي منك ، فإن الظن إذا أخلف منك أخلف فيك ، وأنت في أدنى حظّك فابلغ أقصاه ، وقد أتعبك أبوك فلا ترح نفسك ، واذكر في يومك أحاديث غدك.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ ، وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن هلال عنه ، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو الطّيّب أحمد بن سليمان الحريري ، نا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن إبراهيم الأطروش المادرائي ، نا أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد ، نا العتبي ، عن هشام قال :
لما ولّى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان ، أتى يزيد بكأس فأقبل على الساقي فقال (٣) :
اسقني شربة تروى عظامي |
|
ثم مل فاسق مثلها ابن زياد |
__________________
(١) وذلك أن أهل كابل نقضوا ، في سنة ٦٢ كما يفهم من عبارة خليفة بن خياط (تاريخه ص ٢٣٦).
(٢) وذلك في سنة ٦٣ كما في تاريخ خليفة ص ٢٥٠ ـ ٢٥١.
(٣) البيتان في الأغاني ١٥ / ٢٩١ ـ ٢٩٢ في أخبار آدم بن عبد العزيز.