أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو موسى عيسى بن أبي عيسى بن نزار القابسي.
قرأت عليه ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي ، نا أبي عمر بن أحمد ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمذاني ، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الطلحي ، نا إبراهيم بن هراسة ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الزّناد ، عن أبي حازم ، قال :
قدمت على عمر بن عبد العزيز وهو بخناصرة (١) ، فلما نظر إليّ عرفني ولم أعرفه ، فقال لي : ادن مني [أبا](٢) يا حازم ، فلما دنوت منه عرفته ، فقلت : أنت أمير المؤمنين؟ قال : نعم ، قلت : ألم تكن بالمدينة بالأمس أميرا؟ قال : نعم ، قلت : كان مركبك وطيئا وثوبك نقيا ، ووجهك بهيا ، وطعامك شهيا ، وحرسك كثيرا؟ فما الذي غيّر ما بك وأنت أمير المؤمنين؟ فبكى ثم قال : يا أبا حازم كيف لو رأيتني بعد ثالثة في قبري ، وقد سالت حدقتاي على وجنتي ، وانشقّ بطني ، وجرت الديدان في بدني ، لكنت أشد إنكارا لي من يومك هذا ، أعد عليّ الحديث الذي حدثتني به بالمدينة ، قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ بين أيديكم عقبة كئودا مضرسة لن يجوزها إلّا كلّ ضامر مهزول» ، قال : فبكى ثم قال : تلومني يا أبا حازم أن أضمّر نفسي لتلك العقبة لعلي أنجو منها ، وما أظنني ناج منها.
ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين : أن أبا حازم دخل مسجد دمشق ، فوسوس إليه الشيطان إنك قد أحدثت بعد وضوئك ، فقال له : وقد بلغ هذا من نصيحتك؟
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا [أبو] بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، نا أبي عن أبي إسحاق ، حدّثني أبو حازم الأفزر (٣) مولى الأسود بن سفيان المخزومي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم
__________________
(١) خناصرة بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (ياقوت).
(٢) زيادة لازمة.
(٣) الأفزر : الأحدب.