في عصره بلا مدافعة سماعه بمصر والحجاز والشام والعراقين وخراسان ، وقد كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلد هراة وكتب ببغلان (١) عن قتيبة ، وبالريّ عن إبراهيم بن موسى إلّا أن أعلى إسناده موسى بن إسماعيل والقعنبي ، وعبد الله بن رجاء ، ومسلم بن إبراهيم ، وبالشام أبو توبة الربيع بن نافع ، وحيّوية بن شريح الحمصي ، وقد كان كتب قديما بنيسابور ثم رحل بابنه أبي بكر بن أبي داود إلى خراسان (٢).
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) : سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران ، أبو داود الأزدي السجستاني أحد من رحل وطوف ، وجمع وصنّف ، وكتب عن العراقيين ، والخراسانيين ، والشاميين ، والمصريين ، والجزريين ، وسمع مسلم بن إبراهيم ، وسليمان بن حرب ، وأبا عمر الحوضي ، وأبا الوليد الطيالسي ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي ، وأبا معمر المقعد ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، ومسدّدا ، وشاذّ بن فياض ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وقتيبة بن سعيد ، وأحمد بن يونس ، وعثمان بن أبي شيبة ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، وعمرو بن عون ، وأبا الجماهر التّنوخي ، وهشام بن عمّار الدمشقي ، ومحمّد بن الصباح الدولابي ، والربيع بن نافع الحلبي ، ويزيد بن موهب الرّملي ، وأبا الطاهر بن السرح ، وأحمد بن صالح المصريين ، وأبا جعفر النّفيلي وخلقا كثيرا غيرهم.
روى عنه ابنه عبد الله ، وأبو عبد الرّحمن النّسائي ، وأحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، وعلي بن الحسين بن العبد ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن محمّد الصفار ، وأحمد بن سلمان النّجّاد في آخرين.
وكان أبو داود قد سكن البصرة ، وقدم بغداد غير مرة ، وروى كتابه المصنف في السنن بها ، ونقله عنه أهلها ، ويقال إنه صنّفه قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه.
__________________
(١) بلدة بنواحي بلخ (انظر معجم البلدان).
(٢) نقله الذهبي في سير الأعلام عن أبي عبد الله الحاكم ١٣ / ٢١٢ ـ ٢١٣.
(٣) تاريخ بغداد ٩ / ٥٥ ـ ٥٦.