سمعت إسماعيل بن محمّد الصفار يقول : سمعت محمّد بن إسحاق الصغاني يقول : ليّن لأبي داود السجستاني الحديث كما لين لداود الحديد (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب العامري ، أنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الرّوياني ، نا أبو نصر محمّد بن أحمد البلخي ، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطّابي ، أخبرني أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد صاحب أبي العباس أحمد بن يحيى قال : قال إبراهيم الحربي : لما صنف أبو داود هذا الكتاب : ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت محمّد بن العباس الضّبّي يقول : سمعت أبا إسحاق الفقيه يقول : سمعت موسى بن هارون يقول : خلق أبو داود السجستاني في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة ، ما رأيت أفضل منه (٢).
قال أبو إسحاق : كان أبو داود مقيما بهراة ثم خرج إلى البصرة وتوفي بها سنة خمس وسبعين ومائتين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني أبو بكر محمّد بن علي بن إبراهيم القارئ الدّينوري بلفظه قال : سمعت أبا الحسين محمّد بن عبد الله بن الحسن الفرضي قال : سمعت أبا بكر بن داسة يقول : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب ـ يعني كتاب السنن ـ جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مائة حديث ، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، وتكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ، [أحدها](٤) قوله صلىاللهعليهوسلم :
«الأعمال بالنية» [٤٩١٥].
والثاني قوله : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» [٤٩١٦].
__________________
(١) سير الأعلام ١٣ / ٢١٣.
(٢) سير الأعلام ١٣ / ٢١٣.
(٣) تاريخ بغداد ٩ / ٥٧ ونقله الذهبي في سير الأعلام ١٣ / ٢١٠.
(٤) زيادة عن تاريخ بغداد.