نا داود بن الحسين البيهقي ، نا محمّد بن سهل السمرقندي ، نا إسحاق بن الصلت ، نا عبد الله بن عرادة الشيباني ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :
نزل كتاب من السماء إلى داود النبي صلىاللهعليهوسلم مختوما فيه عشر مسائل : أن سل ابنك سليمان ، فإن هو أخرجهن فهو الخليفة من بعدك ، قال : فدعا داود سبعين قسا وسبعين حبرا ، وأجلس سليمان بين أيديهن وقال : يا بنيّ نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل ، أمرت أن أسألكهن ، فإن أنت أخرجتهن فأنت الخليفة من بعدي ، قال سليمان : ليسأل نبي الله عما بدا له ، وما توفيقي إلّا بالله ، قال : أخبرني يا بني ما أبعد الأشياء؟ وما أقرب الأشياء؟ وما آنس الأشياء ، وما أوحش الأشياء ، وما القائمان ، وما المختلفان؟ وما المتباغضان؟ وما الأمر إذا ركبه الرجل حمد آخره؟
وما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره؟ فقال سليمان : أما أقرب الأشياء فالآخرة ، وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا ، وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح ، وأما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه ، أما القائمان فالسماء والأرض ، وأما المختلفان فالليل والنهار ، وأما المتباغضان فالموت والحياة كلّ يبغض صاحبه ، وأما الأمر إذا ركبه الرجل حمد آخره ، فالحلم على الغضب ، وأما الأمر إذا ركبه الرجل ذمّ آخره فالحدة على الغضب ، قال : ففك الخاتم فإذا هو بالمسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسّيسون والأحبار : لن نرضى حتى نسأله (١) عن مسألة فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك ، قال : فسلوه ، قال سليمان : سلوني وما توفيقي إلّا بالله ، قالوا : ما الشيء إذا صلح صلح كل شيء (٢) منه ، وإذا فسد فسد كل شيء منه؟ قال سليمان : هو القلب إذا صلح صلح كل شيء منه ، وإذا فسد فسد كل شيء منه ، فقالوا : صدقت أنت الخليفة بعده ، فدفع إليه داود قضيب (٣) الملك ومات من الغد.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه (٤) ، أنا أحمد بن سندي الحداد ، نا
__________________
(١) بالأصل : «لن يرضى حتى يسأله» صوبنا العبارة عن م باعتبار السياق.
(٢) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م.
(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ١٠ / ١١٩.
(٤) بالأصل : زرقويه بتقديم الزاي خطأ. والصواب بتقديم الراء ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٢٥٨.