تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي ، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي ، فقال الله عزوجل : أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته ، فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني ، وأن أجعل قلبه يحبني ، لأهبن له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قال الله عزوجل (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ ، وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ، هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١) قال فأعطاه الله ما أعطاه في الآخرة لا حساب عليه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، نا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن في قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً)(٢) يعني التوراة ، والزّبور ، والفقه في الدين ، وفصل القضاء ، وعلم كلام الطير ، والدوابّ (وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)(٣) يعني بالتفضيل : النبوة مع الملك.
قال : وأنا إسحاق ، أنا أبو إلياس عن وهب بن منبّه أنه قال :
استخلف سليمان عليهالسلام وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وداود حي ، وأحدث الله له النبوة بعد داود ، وأعطاه الله ما لم يعط أحدا من الأنبياء ، وكان الله سخّر له الجنّ والإنس والريح والطير ، وكان رجلا وضيئا أبيض ، جسيما ، كبير العينين يلبس البياض.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني (٤) ، أنا أبو عمر عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الزهري ، نا عمي عبد الرّحمن ولقبه رستة (٥) ، نا ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن الحسن قال :
__________________
(١) سورة ص ، الآيات ٣٦ ـ ٣٨.
(٢) سورة النمل ، الآية : ١٥.
(٣) سورة النمل ، الآية : ١٥.
(٤) رسمها بالأصل وم : «البراي» والصواب ما أثبت وضبط ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٥٤٩.
(٥) بالأصل : دسته بالدال خطأ ، والصواب ما أثبت بالراء عن م ، وضبطت بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح المثناة عن تقريب التهذيب وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٤٢.