الخيل ـ عن ذكر ربي ـ يعني به صلاة العصر ـ قال : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ)(١) قال : فقطع سوقها وأعناقها بالسيف أسفا على ما فاته من ذكر الله ـ يعني من فوت صلاة العصر لوقتها ـ.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، نا سليمان بن أحمد ، نا عبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم ، نا محمّد بن يوسف الفريابي ، نا إسرائيل ، عن سعيد بن مسروق ، عن عكرمة قال : كانت الخيل التي شغلت سليمان عشرين ألفا فعقرها.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، وأبو الحسن الدلال ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه (٢) ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى.
قال : وأنا إسحاق ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن قال : ولد له ابن به عاهة قد كسرته الرياح ، ولم يقل شق إنسان قال : فأعجب به سليمان ولم يكن له ولد ذكر ، قال (٣) : فخاف عليه الموت وآفات الأرض ، فطلب له الرضاع ، فجاءت الإنس ، فطلبوا الرضاع فأبى ، وجاءت الجن فطلبوه فأبى ، وجاءت السحاب فطلبت ، فقال كيف ترضعيه قالت : احتمله بين السماء والأرض وأربيه بماء المزن (٤) قال : فدعا الريح فقال لها : كوني مع السحاب في كفالة هذا الولد ، فقالت : أفعل ، قال : فمهدوا لابن سليمان على السحاب ، ثم صار السحاب من فوقه كهيئة القبة ، وجعل معه وصيفة تناغيه ، ثم أمر الريح أن تحمله فحملته ، فكانت السحاب تنحدر به كل يوم مرتين غدوّة وعشية إلى أمه ترضعه وتغسله وتطيبه ، ثم تضعه في السحاب فتحمله الريح بين السماء والأرض ، فكانت إذا حنّت إليه أو أراده سليمان تكلما أو أحدهما ، فتحمل الريح كلامهما إلى السحاب فتنقض السحاب به إليهما حتى ينظرا إليه ، ثم يأمر سليمان عليهالسلام برده إلى موضعه ، وإنما فعل ذلك شفقة عليه ، قال : فأمر الله ملك الموت بقبض روحه ، فقبضه ثم قال للسحاب أرسليه فإنك تكفّلت به وهو حي ، فأرسلته فوقع على كرسيه ميتا ، فذلك
__________________
(١) سورة ص ، الآية : ٣٣.
(٢) بالأصل بتقديم الزاي خطأ ، والصواب بتقديم الراء ، وقد مرّ قريبا.
(٣) بالأصل : «فمال» والصواب ما أثبت.
(٤) بالأصل : «الموت» خطأ ، والصواب ما أثبت.