قال : ونا إسحاق ، أنا محمّد بن إسحاق ، عن الزّهري قال : ما عقرها ولكن مسح يده عليها.
قال : ونا إسحاق ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن قال :
إن الله كان أعطى لسليمان ما لم يعط أحدا من الملك والسلطان وكانت عجائب تكون في زمانه ، وكان الله سخر له الشياطين من يغوصون له ، ويعملون عملا دون ذلك ـ يعني من دون الغوص ـ بنيان المدائن قال : (وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ)(١) قال (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ)(٢) ـ يعني المساجد ـ (وَتَماثِيلَ)(٣) ـ يعني ما كانوا يزخرفون له البيوت والمساجد ـ فيمثلون بالشجر وما أشبهه من نحو النقش في الحيطان ثم قال : (وَجِفانٍ كَالْجَوابِ)(٤) يعني القصاع العظام ، يجتمع على القصعة الخمس مائة والثلاثمائة مثل الجوبة العظيمة ثم قال : (وَقُدُورٍ راسِياتٍ)(٥) يعني به القدور العظام مثل الحياض لا يستلها أحد ، أثافيها منها راسية في الأرض. وقال الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(٦) يعني مطيعا (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ فَقالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي)(٧) قال الحسن : كانت خيل بلق جياد ، وكانت أحبّ الخيل إليه البلق فعرضت عليه ، فجعل ينظر إليها (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) ـ يعني الشمس ـ فغفل عن صلاة العصر.
قال : وأنا إسحاق ، أنا الحسن بن عمارة ، ومقاتل ، عن أبي إسحاق السّبيعي ، عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب : أنه سئل عن صلاة الوسطى فقال : هي التي غفل عنها نبي الله صلىاللهعليهوسلم سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب ـ يعني العصر ـ.
قال : وأنا إسحاق ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن في قوله : (رُدُّوها عَلَيَ)(٨) بعد ما عرضت عليه وفاتته العصر فقال : (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ)(٩) ـ يعني النظر إلى
__________________
(١) سورة ص ، الآية : ٣٧.
(٢) سورة سبأ ، الآية : ١٣.
(٣) سورة سبأ ، الآية : ١٣.
(٤) سورة سبأ ، الآية : ١٣.
(٥) سورة سبأ ، الآية : ١٣.
(٦) سورة ص ، الآية : ٣٠.
(٧) سورة ص ، الآيتان ٣١ ـ ٣٢.
(٨) سورة ص ، الآية : ٣٣.
(٩) سورة ص ، الآية : ٣٢.